تدافع مميت.. هلع بعد شائعة عن تسرب كهرباء يُسقط 6 قتلى في الهند
تدافع مميت.. هلع بعد شائعة عن تسرب كهرباء يُسقط 6 قتلى في الهند
فجأة تحول طريق الحج إلى مأساة لدى آلاف الهندوس المتجهين إلى معبد مانسا ديفي في مدينة هاريدوار المقدسة لدى الهندوس، والتي تقع في شمال الهند.
وأدى تدافع غير محسوب، صباح اليوم الأحد، إلى وفاة ما لا يقل عن ستة أشخاص وإصابة عشرات آخرين، بعد انتشار شائعة غير مؤكدة عن تسرب كهربائي يهدد حياة المصلين، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ويسلط الحادث الضوء على هشاشة أدوات إدارة الحشود خلال مهرجانات دينية ضخمة، تُقام في بلد يشهد سنوياً تدافعات دموية بمئات الضحايا، رغم التحذيرات المتكررة من هذه الكوارث البشرية.
تفاصيل الحادثة
في صباح اليوم الأحد حوالي الساعة 9:00 صباحًا، على السلّم المؤدي إلى معبد مانسا ديفي في مدينة هاريدوار التابعة لولاية أوتاراخاند.، ستة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم، وجرح أكثر من 29 إلى 35 شخصًا تم نقلهم إلى المستشفيات المحلية.
ووفق تحقيق مبدئي، اندلع الهلع بعد انتشار إشاعة أن سلكاً كهربائياً عالي الجهد انقطع وسلط تياراً على الممر، ما دفع الحشود إلى الركض والفرار.
وأوضحت شركة الكهرباء الحكومية أنها لم تعثر على أي خلل أو تسرب في خطوط التيار في موقع الحادث، مؤكدة أن نظام التمديد آمن تمامًا.
وهرعت فرق الإنقاذ والطوارئ الحكومية إلى الموقع، وتم إجراء تحقيق إداري قضائي (مجستريال)، قيد التنفيذ لتحديد المسؤوليات وتقصي أسباب الإشاعة والفوضى.
وأكد رئيس وزراء أوتاراخاند، بوشكار سينغ دامي، المتابعة المستمرة مع السلطات المحلية، في حين أعرب رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي عن تعازيه وتمنى شفاء المصابين، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
تكرار المآسي البشرية
هذا الحادث هو أحدث كارثة في سلسلة من تدافعات مماثلة شهدتها الهند خلال النصف الأول من 2025، ففي يناير الماضي سقط 30 قتيلاً في تدافع بفعاليات مهرجان ماها كومبه ميلا في سارناج، وفي مايو سقط ستة قتلى في معبد بتطوانغو في غوا خلال مراسم السير على النار، وفي يونيو سقط 11 قتيلاً في ملتقى جماهيري احتفالاً بلقب IPL في بنغالور.
يعكس هذا الأمر أن أكثر من 70 شخصًا لقوا حتفهم في نطاق سلسة من الحوادث ذاتها خلال العام الجاري فقط.
و لم يكن الحادث نتيجة خلل فعلي، بل سيطرة إشاعة على العقل الجمعي دفعت آلاف الوجوه للاختناق تحت ضغط الهلع. الإشاعة أثبتت قدرتها على التحويل الفوري لمكان مقدس إلى حلبة موت مفاجئ.
وهناك قصور إدارى، حيث إن المسلك ضيق، مكسو بجدار محدود؛ أي بصيص من الضغط يسبب زحمة خانقة، ما يعكس وجود خلل في تصميم ممرات المشاة وإدارة الحشود.
وإن كانت فرق الإنقاذ متواجدة وسريعة الحركة، فإن الوقاية أفضل من العلاج. خاصة أن مثل هذه المواقع الدينية تشهد توافدًا يوميًا لملايين الزوار خلال شهر شرافان المقدس.
ضرورة إنسانية عاجلة
في بلد تستمر فيه المآسي الجماعية خلال التجمعات الدينية، فإن الدرس واضح، هو الإدارة الفعالة للحشود، التهيئة الآمنة لمسالك الزوار، التوعية ضد الشائعات الفورية، واستعداد إداري فعال، ليست مجرّد توصيات، بل ضرورة إنسانية عاجلة.
وفي المعبد الذي كان مزارًا للسلام الداخلي والروحي، تحول الدرب إلى مسرح مأساوي بسبب خوف مفبرك، وإن بقي الزائرون يتعذبون بين الإيمان والخوف، فقد آن الأوان لأن يُعاد تصميم أمانهم من الداخل.